On 14 March, a bill for the legalization of civil partnerships was submitted to the Ukrainian parliament. Even though activists see it as a compromise on full marriage equality, it would grant same-sex unions vital recognition under martial law.
أبعد عن الشر
يسلط ردّ الفعل العنيف ضد الصحفيين الذين يقومون بتغطية اضطهاد الشيشان للمثليين الضوء على مخاطر محاولة الحصول على الحقيقة في هذه الدولة المنخورة بالفساد. يتحدّث صحفي شيشاني عن هذه التحديات.
[Ed. note: We apologise for the incorrect alignment of the Arabic text on this page, which is due to a technical problem that we hope to resolve soon.]
هناك قاعدة واحدة فقط تحكم عمل الصحفيين في الشيشان: نحن جميعا جزء من ماكينة رمضان قديروف الاعلامية. بعد صعود قديروف إلى السلطة في عام 2007 كرئيس جمهورية البلاد، تحولت وسائل الإعلام الى أداة دعاية شخصية له. كدت أن أفقد عملي مرّة بعد استخدام لقطات في نشرة الأخبار تظهر الرئيس السابق آلو ألخانوف، سلف قديروف. ألخانوف لا غبار عليه سياسيا، ولكن قديروف لا يحبّه. بسبب ذلك، فإنه من الممنوع حتى ذكر اسم ألخانوف. في حالة أخرى، قمت بتسجيل مقابلة مع رجل كان قد تعرض للتعذيب على يد السلطات الشيشانية. بعد انتهاء المقابلة، اضطر الرجل إلى الفرار من البلاد لضمان سلامته. أنا لا أزال أعتقد ان ذلك كان بسببي.
الصحفيون هنا يعرفون الآن ما الذي يمكنهم وما الذي لا يمكنهم كتابته من أجل حماية أنفسهم. ولكن للأسف، ما يسمح بكتابته هو قليل جدّا. فالموضوع الرئيسي لأي خبر يجب أن يكون قديروف وعائلته وأقاربه. لا توجد تقريبا أي قصة منشورة في وسائل الإعلام الشيشانية لا تأتي على ذكر اسم قديروف. فقد تشير إلى رئيس الشيشان نفسه؛ أو أبوه، الذي اغتيل في عام 2004؛ أو أمه، التي ترأس مؤسسة خيرية؛ أو زوجته وأطفاله. هذا هو الحال بالنسبة لكافة الأخبار المنشورة، من السياسة إلى الرياضة.
على سبيل المثال، قد يشير عنوان خبر الى حضور قديروف بروفة فرقة رقص، أو تكريمه لفنانين أو تسليمه لأحد العازفين المنفردين مفاتيح لسيارة أو حتى شقة لمكافأته. قد يقول خبر أخر أن قديروف حضر بطولة فنون القتال المختلطة السنوية في غروزني أو زار مستشفى
لتوزيع مغلفات تحتوي على المال إلى المرضى. المناسبة الوحيدة التي لا يتم فيها ذكر رئيس الشيشان في الأخبار قد تكون نشرة الطقس.
في هذه الأثناء، يستخدم التلفزيون ليس فقط كأداة دعائية بل أيضا كأداة للترهيب. المواد التي
تبدو بأنها الأكثر متابعة هي تلك التي تظهر الناس يعتذرون لقديروف بعد قيامهم بانتقاد السلطات. يحدث هذا عادة على هذا المنوال: يقوم أحدهم على شبكات التواصل الاجتماعية بالشكوى حول عمل السلطات، أو يتحدّث عن الفساد، وحجب الرواتب أو الاختطاف الخ. ترى السلطات هذا
الشكاوى، ثم تجد صاحب الشكوى وتعتدي عليه أو تهدّده، قبل أن تصوّره بعد أن يتم إجباره على الاعتذار أمام الكاميرا.
هناك مثال آخر: عندما بدأ قديروف باستخدام إينستاجرام، رأى الشيشانيون في وجوده على الشبكة الاجتماعية كفرصة للتحدّث معه مباشرة. في ضوء قيامه بتقديم الشقق والسيارات والهدايا الثمينة إلى شخصيات متميّزة، بدأ المواطنون يخبروه حول مشاكلهم الحقيقية، مثل التشرّد، أو وجود طفل مريض لديهم، أو البطالة أو ضعف الرواتب. كان قديروف يقوم بالردّ على كل رسالة تقريبا. ثم كانت تقوم مجموعة خاصة بالتواصل مع كلّ من أرسل هذا الرسائل، وتزورهم في منازلهم للوقوف على أوضاعهم. للوهلة الأولى، بدا كل هذا كأنّه لفتة إنسانية جميلة من قبله، ولكن في الواقع كان غرض انشاء هذه المجموعة حماية قديروف من مشاكل الناس. في كثير من الأحيان، أدّى “التحقق” من الشكاوى هذه الى اصدار تقارير أذيعت على شاشة التلفزيون، ادّعت أن صاحب الشكوى كان من المهملين أو النصّابين.
هناك أيضا مزرعة لمتصيّدي الانترنت في الشيشان. تقع المؤسسة في أحد مباني من مجمّع مدينة غروزني وتوّظف اثني عشرة شخصا يرصدون الإعلام الشيشاني والروسي باستمرار ثم يقومون بكتابة تعليقات على أي شيء يتعلّق بقديروف أو الشيشان. إذا كانت الأخبار إيجابية، يقوم موظفو المنظمة بتأكيد ذلك. إذا كانت الأخبار سلبية، فإنهم يقومون بدحضها وتكذيبها. في أحد الحالات مثلا، كتب شخص يسمّي نفسه باسم نيكولاي من أرخانجيلسك بكتابة التعليق التالي: “أنا عدت من الشيشان أمس. لا توجد هناك أي عمليات خطف. الناس جميعا يحبون قديروف. غروزني هي المدينة الأكثر أمانا في العالم”.
يتلقّى هؤلاء الموّظفون مقابل تصيّدهم على الانترنت رواتب مغرية. بعض العاملين في وسائل الإعلام يحصلون على مكافآت إذا ما قاموا بنشر أخبار جيدة عن الشيشان على وسائل التواصل الاجتماعي.
تعمل بعض وسائل الإعلام المستقلة من روسيا وبلدان أخرى في الشيشان، ولكن عملهم يواجه العديد من الصعوبات أيضا. يزعم قديروف مرارا وتكرارا أن وسائل الإعلام مثل روسيا إخو، موسكفي، نوفايا غازيتا، أر.بي.سي، دوزد، وميدوزا ومقرها لاتفيا هي وسائل “غدّارة وعدائية وتسعى لخراب البلاد”. وعندما نشرت نوفايا غازيتا سلسلة من المقالات التحقيقية تبيّن أن السلطات تقوم باعتقال وتعذيب الرجال الذين يشتبه بكونهم مثليي الجنس في سجون سرّية، تم نفي هذه الأخبار بسرعة. قال ألفي كريموف، المتحدث باسم قديروف، بأن تقرير غازيتا هو “كذب مطلق” في مقابلة مع وكالة إنترفاكس الروسية الشبه الرسمية، زاعما بأنه لا يوجد هناك رجال مثليون في الشيشان أصلا لكي يتم تعذيبهم.
لكن التهديد لا يكمن فقد في تكذيب والتشكيك في مصداقية الإعلام، فهناك مخاطر حقيقية تتهدّد الصحفيين. فالصحفيون من هذه المؤسّسات هم تحت دوما المراقبة ويتعرّضون في الكثير من الأحيان الى الترهيب، وفي بعض الأحيان، حتى القتل.
فعلى مدى العقدين الماضيين، قتل صحفيان من نوفايا غازيتا أثناء تغطيتها لأخبار من الشيشان فيما تعرّض المراسل الذي قام بتغطية قضية المثليين الى التهديد المباشر. في تجمّع في 3 أبريل/نيسان حضره نحو 15000 شخص، أعلن مستشار قديروف، آدم شهيدوف، أن الصحفيين العاملين في نوفايا غازيتا هم “أعداء الدين والوطن” متوعّدا إياهم “بالانتقام”، وفقا للجنة حماية الصحفيين.
ثم هناك صعوبات في العثور على مصادر فالأشخاص العاديون يخافون التحدّث إلى الصحفيين أما المسؤولين فهم يرفضون القيام بذلك بكل بساطة. هذه الخدمات الإخبارية لا يمكنها الاعتماد على المراسلين المكتومي الهوية في الشيشان لأنه يكاد يكون مستحيلا الحفاظ على سريّة الهوية. الشيشان بلد صغير حيث الجميع يعرف الجميع. يمكن للصحفيين إخفاء أساميهم، ولكن من أجل ممارسة العمل الصحفي الطبيعي يحتاجون إلى مقابلة الناس، وتقديم التفاصيل، ووصف الأحداث. ولكن من خلال هذه التفاصيل يصبح من السهل جدا كشف النقاب عن ما ومن تكتب المقالات عنه، وبالنظر الى ما هو السلطات الشيشانية قادرة على ارتكابه عند قمع الأصوات المعارضة، فلا أحد يريد تعريض الأشخاص للخطر حتى بسبب شيء بسيط مثل قبولهم أن يتحدّثوا الى الصحافيين، لا أكثر ولا أقل.
حتى الصحافة الأجنبية تعاني. حتى فترة قريبة مضت، كانت وسائل الإعلام الأجنبية ممثلة تمثيلا جيدا وكثيرا ما جاء الصحفيون الأجانب وأجروا المقابلات في الشيشان. كان الناس يتحدّثون بسهولة أكبر معهم، ربما بسبب نشر المقالات في اللغات الأجنبية والتي نادرا ما كانت تترجم. لكن الوضع تغيّر بشكل كبير منذ مارس 2016 عندما تعرّضت مجموعة من الصحفيين كانوا يسافرون برفقة نشطاء لحقوق الإنسان الى الضرب وأصيبوا بجروح خطيرة في جمهورية إنغوشيتيا المجاورة. تم حرق سيارتهم وانتهى بهم المطاف في المستشفى. لم يكن لدى أحد أدنى شك أن المعتدين كانوا قد تصرّفوا بناء على أوامر السلطات الشيشانية. بعد هذه الحادثة، لم يعد سوى عدد قليل من الصحفيين الأجانب يخاطر بالذهاب الى الشيشان. ولكن من دونهم، هناك أمل ضئيل بأن نرى تقارير تظهر بصراحة ما يجري في الشيشان.
*كاتب هذه المقالة هو من الشيشان وعمل في وسائل الإعلام هناك لأكثر من عقد من الزمن. وهو طلب عدم الكشف عن اسمه لدواعٍ أمنية.
Published 17 December 2017
Original in English
Translated by
Karim Traboulsi
First published by Index on Censorship (Summer 2017)
© Index on Censorship / Eurozine
PDF/PRINTNewsletter
Subscribe to know what’s worth thinking about.
Related Articles
From a childhood where fraternity rites were common to playing the lead role in a film about gay love: how a heterosexual, Roma man — a father of three from a traditional community in Ploiești, Romania — overcame his reservations and inhibitions about challenging the masculine norm on-screen.